أبرزها جزيرة الشيطان.. أفلام قدمت مرتين في السينما من نقل من الآخر؟

 أبرزها جزيرة الشيطان أفلام قدمت مرتين في السينما من نقل من الآخر؟

يزخر تاريخ السينما المصرية بعدد كبير من الأفلام التي عبرت عن فن وإبداع حقيقي، لكن وسط تلك الأعمال الفنية الناجحة هناك بعض الأفلام أو الأفكار التي تم تكرارها في أكثر من فيلم مع تغيير بعض تفاصيل فنية صغيرة ومع تغيير الأبطال أيضا.

فيلم جحيم تحت الماء

الفكرة في الأساس تدور حول رجل يعمل غطاس، فقد زوجته في حادث مؤلم، وتضطره الظروف إلي الغطس بحثا عن الذهب الذي يريده منه جماعة من الأشرار، مستغلين نقطة ضعفه.

قدم الفيلم الفنان الكبير سمير صبري، وقام بدور الغطاس الذي ماتت زوجته وتركت له طفل جميل، اشتهر في هذا الفيلم بأغنية “اضحك يابو علي ياخفيف الدم” التي غناها له سمير صبري.

وتدور أحداثه حول لقاء بالصدقة يحدث بين سمير صبري وحبيبته القديمة التي تقوم بدورها النجمة ليلي علوي. التي تزوجت من رجل شرير يبحث عن الذهب ومن ثم تتدافع الأحداث.

تم انتاج الفيلم في عام 1989. وهو من إخراج نادر جلال وتأليف صلاح فؤاد، وشارك في البطولة العبقري عادل أدهم، والفنان الكبير محسن سرحان.

فيلم جزيرة الشيطان

هو نفس فكرة فيلم جحيم تحت الماء مع تعديل بعض التفاصيل البسيطة. الغطاس الذي فقد زوجته في حادث مأساوي يعيش وحيدا في مدينة ساحلية ويكسب من تعليم الغطس، تأتي له امرأة جميلة تعرض عليه أن يوصلها إلي جزيرة الشيطان، ويبدأ الصراع.

قام ببطولة الفيلم النجم الكبير عادل إمام، وشاركته البطولة الرائعة يسرا، وحقق الفيلم نجاحا غير مسبوق ولازالت الجماهير تشاهده حتي يومنا هذا بشغف كبير.

تم عرض الفيلم في يوليو سنة 1990، وهذا يعني أن فيلم جحيم تحت الماء وفكرته هما الأسبق. والغريب أن الفيلم من إخراج نفس المخرج وهو نادر جلال ومن تأليف خالد البنا.

فيلم جحيم 2 “حورجادا”

نفس الفكرة أيضا قدمت في فيلم جحيم 2 مع بعض التعديلات البسيطة للغاية؛ بحيث يبدأ هذا الفيلم بكشف الغطاس لسر جماعة اللصوص، والتي تقرر الانتقام منه عبر زوجته وابنه وتنجح في ذلك؛ فيقرر البطل ملاحقتهم والحصول علي الكنز وحرمانهم منه.

قدم الفيلم النجم سمير صبري وشاركته البطولة الفنانة الراحلة معالي زايد، وتم عرض الفيلم في نفس الشهر الذي عرض فيه فيلم جزيرة الشيطان من عام 1990.

يبدو أن سمير صبري قد وصلته أخبار في ذلك الوقت أنا عادل إمام سيقدم فيلم شبيه بجحيم تحت الماء؛ فقرر هو أن يقدم عمل آخر بنفس الفكرة مستفيدا من النجاح الغير مسبوق الذي حدث بعض عرض فيلم جحيم تحت الماء، وهنا بسرعة تم انتاج جحيم 2.

فيلم جحيم 2 من إخراج محمد صلاح أبو سيف. كتبه للسينما فيصل ندا، وشارك في بطولته محسن سرحان وليلي شعير وسعاد نصر وأحمد بدير؛ لكنه لم يحقق نفس النجاح لأن فيلم عادل إمام تفوق بشكل كبير.

فيلم الراعي والنساء

هو فيلم أثار الجدل بشكل كبير، وتم تقديمه مرتين، والغريب أن كل فريق عمل يجزم بأن صناع الفيلم الآخر هم من سرقوا الفكرة.

وتدور فكرة الفيلم حول امرأتين تعيشان في مكان صحراوي منعزل، احداهن هي شقيقة زوج الأخري الذي تم سجنه وترك لها فتاة أصبحت في عمر المراهقة.

فجأة يأتي رجل يدعي أنه كان صديق الزوج في السجن ويؤكد لهن ذلك بأكثر من دليل، ويعرض عليهن المساعدة في الزراعة ورعاية الأغنام، لكن يقعن كلهن في حبه بما فيهم الفتاة الصغيرة وتتصارع الأحداث.

فيلم الراعي والنساء عرض في أكتوبر سنة 1991، وقام ببطولته الراحل أحمد زكي مع المبدعة الراحلة سعاد حسني والجميلة يسرا. وقامت بدور الفتاة الصغيرة الشابة ميرنا وليد. وأخرج الفيلم علي بدرخان، ومن تأليف محمد شرشر.

فيلم رغبة متوحشة

علي الرغم من أن هذا الفيلم متهم بأنه منقول من فكرة فيلم الراعي والنساء؛ لكن التاريخ يؤكد أن فيلم رغبة متوحشة تم عرضه في السينما قبل فيلم الراعي والنساء ببضعة أشهر حيث عرض في يونيو 1991.

وتدور أحداثه بنفس الفكرة ونفس الأحداث تقريبا هناك تطابق بين الفلمين. قامت ببطولة فيلم رغبة متوحشة النجمة نادية الجندي وشاركها البطولة كل من محمود حميدة وسهير المرشدي والوجه الجديد حنان ترك آنذاك.

فيلم أمير الانتقام

هو من أشهر أفلام السينما المصرية. تدور أحداثه وفكرته الأساسية حول الظلم وكيف أن المظلوم سينصره الله في النهاية.

بطل الفيلم المسمي حسن الهلالي يحب فتاة وهي أيضا تحبه، لكن يراها شخص صاحب سلطه ونفوذ؛ فيقرر أن يتزوجها بأي ثمن، ويدفعه ذلك للقبض علي حسن في ليلة زفافه وزجه في السجن دون تهمة حقيقية.

قام ببطولة الفيلم الراحل أنور وجدي، وشاركه في البطولة كل من: سامية جمال وفريد شوقي وكمال الشناوي ومحمود المليجي. الفيلم من إخراج هنري بركات، وتم عرضه في السينما سنة 1950

فيلم أمير الدهاء

علي الرغم من أن فريد شوقي شارك في فيلم أمير الانتقام وقدم دور رجل شرير؛ إلا أن دور حسن الهلالي قد أعجبه؛ لذلك قرر أن يقدم هذه الشخصية من جديد.

وفي عام 1964 قدم فريد شوقي الفيلم بنفس الفكرة والتفاصيل الفنية مع تغيير اسم الفيلم فقط، حيث أصبح أمير الدهاء.

وشارك في بطولة الفيلم النجمة شويكار. الجميلة نعيمة عاكف والفنان الكبير توفيق الدقن. الغريب أن هذا الفيلم كان من تأليف وإخراج هنري بركات أيضا.

الخلاصة

عالم الفن يشبه البحر ملئ بالأسماك المتشابهه والمختلفة، ولا يهم من نقل فكرة الفيلم من الآخر، الأهم أن يقدم الفيلم متعة للمشاهد ويخرج منه بفائدة ولو بسيطة، ولابد أيضا أن يظهر العمل الفني بروح صناعه ويعبر عن وجهة نظرهم وألا يكون مجرد نقل دون إضافة، وهو ماحدث بالفعل في كل الأفلام التي تحدثنا عنها.